مراهقتان تقتحمان عالم الفضاء!

أثبتت مراهقتان أمريكيتان من أصل أسيوي أن الإبداع في العلوم ليس مقتصرا على مرحلة عمرية بعينها وليس محصورا في طبقة أساتذة الجامعات المنهمكين في البحث العلمي، بل من الممكن أن تخرج مراهقات في مقتبل العمر بأبحاث قد تنفع البشرية بأسرها وتخلصها من أعباء ومشكلات تؤرقها.
أنجزت المراهقتان دوروثي تشين وساراما تجربة علمية على قدر وافر من الدقة، حيث أثبتتا أن إرسال البكتيريا للنمو في الفضاء الخارجي يضاعف قدرتها على محاربة الجراثيم الناقلة للأمراض. فازت المراهقتان بجائزة YouTube Space Lab للإبداع في مجال العلوم، والتي أطلقتها جوجل لتشجيع صغار المهتمين بالبحث العلمي حول العالم على المشاركة بأبحاث قد تفيد البشرية وتبرز مواهبهم. ستتمكن المراهقتان من مشاهدة تنفيذ تجربتهما على بعد يبلغ 250 ميلا عن كوكب الأرض على متن سفينة الفضاء الدولية International Space Station،وذلك عبر موقع يوتيوب.
سمعت دوروثي تشين وساراما عن المسابقة من خلال نادي مسابقات الأبحاث البيولوجية في المدرسة، هذا ما ذكرتاه في حوار صحفي أشارتا فيه إلى أن ما دفعهما للمشاركة في المسابقة هو اهتمامهما باستكشاف الفضاء وعلاقة ذلك بالجاذبية. أما عن فكرة البحث الذي تقدمتا به فقد نبعت من بحث قرأتاه عن بكتيريا السالمونيلا،وهي إحدى الكائنات الحية الدقيقة وحيدة الخلية مجهرية الحجم، وهي توجد في أمعاء الحيوانات والإنسان، وهنا طرأ على ذهنهما تساؤل"طالما أن البكتيريا تنمو لتؤذي الإنسان بإصابته بالمرض والإضرار بالطعام،وطالما أنه قد تم استغلالها من قبل لصالحه،فلما لا نحاول تطويعها كي تأتي بمنافع أخرى؟"ومن هنا بدأ العمل على البحث.
تقوم فكرة البحث على إرسال البكتيريا إلى الفضاء لمعرفة إذا ما كانت ستزداد نشاطا، وبما أنهما تفترضان ذلك فمن الممكن، إذا ما أثبتت التجربة افتراضهما، استغلال ذلك في التقليل من خطورة نشر البكتيريا الأمراض بين البشر.
تسعى دوروثي وساراما -واللتان تعشقان الموسيقى والرسم والتصوير- باستمرار لربط العلم بالإبداع، وهذا ما يريانه لا غنى عنه لحل مختلف المشكلات. وترى سارا أن العلم والإبداع وجهان لعملة واحدة من الممكن رؤية العالم من خلالهما من منظور جديد من أجل تعلم مهارات الإبداع وإفادة النفس والمحيطين.
ومن أبرز المشكلات الاجتماعية التي تواجه العالمتين الناشئتين التنميط النوعي،كما أضافت سارا التي ترى أن المجتمع دائما ما يتوقع الإبداع في مجال العلوم من الذكور،وكأنه ليس من المنتظر أن تتمكن فتاة من الابتكار والخروج بأفكار تنفع مجتمعها. وأكدت الفتاتان أن فوزهما بهذه الجائزة الدولية سيساعد على دحض مثل تلك الأفكار الشائعة التي تثبت التجربة خطأها بمرور الوقت.
أعربت الفتاتان عن سعادتهما البالغة لما لقيه بحثهما من نجاح مبهر سينقلهما إلى عالم آخر ويفتح لهما باب التفوق في البحث العلمي من أوسع أبوابه. "العلم لا غنى عنه"كما ترى دوروثي التي تؤكد أن على المراهقة أن تبحث بداخلها عما يثير اهتمامها كي يشغل وقتها ويصبح هوايتها المفضلة،وهذا بالطبع أنفع لها من الجلوس لساعات في غرف الدردشة أو الاهتمام بالموضة والأزياء. الاهتمام بالعلم سيكسب حياة المراهقة قيمة كبيرة وستجد بمرور الوقت متعة،خاصة بعد نجاح مساعيها وتحقيق تجاربها النتائج المرجوة.
تنصح دوروثي المراهقة بطرح أسئلة قد تعينها على فهم الظواهر الطبيعية التي تحدث حولها في الكون،والتي من بينها "لماذا تزداد سرعة تنفسنا أثناء إصابتنا بالتوتر العصبي؟لماذا تتجمد أطرافنا في الجو البارد ونعجز عن مواصلة عملنا بسلاسة؟لماذا تتغير ملامحنا كلما تقدمنا في العمر؟"ورغم أن كل هذه الأسئلة نجح علماء في الإجابة عليها،لا شك أن سعي المراهقة لإجابتها سيفتح مداركها ويزيدها خبرة في الحياة،كما ترى العالمة الناشئة.
وفي النهاية تنصح دوروثي وسارا الجميع بمواصلة السعي للإبداع في عالم البحث العلمي مهما كانت الصعوبات ومهما تكررت المحبطات.